أهمية الاعتبارات الأخلاقية في نظم الذكاء الاصطناعي
ينبغي لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي أن يكون مؤسسا على مبادئ أخلاقية، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية والصالح العام. يركز احترام الأشخاص على قناعتين أخلاقيتين رئيسيتين: استقلالية كل شخص، وحماية ذوي الاستقلالية المنقوصة.
يبرز مبدأ الصالح العام أهمية معاملة الناس بشكل أخلاقي، واحترام قراراتهم، وحمايتهم من أي نوع من الأذى، وتحسين مستوى معيشتهم. في المقابل، يتعامل مبدأ العدالة الاجتماعية مع المساواة والإنصاف في التوزيع. تستلزم الاعتبارات الأخلاقية فهم عواقب أية أفعال أو قرارات يتخذها الذكاء الاصطناعي وضمان أنها تتوافق مع المعايير الأخلاقية.
المعايير الأخلاقية الواجب تضمينها في نظم الذكاء الاصطناعي
يشير انحياز الذكاء الاصطناعي إلى الميل المحتمل للخوارزميات إلى إخراج نتائج تعكس وتعيد إنتاج الانحيازات البشرية. إلى جانب عكسها للانحيازات البشرية يمكنها أيضا أن تعطيها مكانة موضوعية بطريقة قد يراها الآخرون مصدقة وعلمية.
بالنسبة للخصوصية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى مشاكل مثل إساءة استغلال البيانات الشخصية لأغراض خبيثة أو غير مقصودة. في الوقت نفسه، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتورط في عديد من التهديدات الأمنية، مثل خصوصية البيانات، التهديدات الداخلية، التلاعب من خلال الإنترنت، التعرض للهجمات، والعبث بالبيانات، والتلاعب بالنموذج وتسميمه.
إضافة إلى ذلك، من المهم تضمين الاعتبارات الأخلاقية في كل مراحل البحث في الذكاء الاصطناعي، بداية بجمع البيانات إلى التحليل والنشر. كذلك ينبغي تضمين الاعتبارات الأخلاقية في برامج تعليم وتدريب الذكاء الاصطناعي لضمان إعداد المطورين والمستخدمين المستقبليين بالمعرفة والمهارات الضرورية لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ووفق مبادئ حقوق الإنسان.
تحتاج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي إلى وضع المسؤوليات الاجتماعية في الاعتبار أثناء تطوير أدواته. فهي مسؤولة عن تصميم نظم موثوقة، ودقيقة، ويسهل على الجميع فهمها، واستخدامها، والوصول إليها.
ومن المهم أبضا أن يضع مطورو الذكاء الاصطناعي في اعتبارهم الأضرار والأخطار المحتملة المرافقة بالتكنولوجيا وأن يقوموا بتقييم أثرها على البيئة والبشر. إضافة إلى ذلك، ينبغي أن تضع المنظمات في اعتبارها الآثار الاجتماعية المحتملة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المخرجات المنحازة المحتملة، وأن يأخذوا الخطوات المطلوبة لتخفيف حدة الأخطار.
توصيات لضمان تضمين الاعتبارات الأخلاقية في نظم الذكاء الاصطناعي
مع كل التحديات الأخلاقية التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، يمكن التساؤل عن كيف يمكن تخفيف حدة الخطر عند استخدام حلوله. ولحسن الحظ ثمة ممارسات فضلى بعينها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في سياق الأعمال، ومنها ما يلي:
- خلق الوعي والتعليم الأخلاقيين: يضمن التعلم الذاتي ونشر المعلومات بين الأقران أن يفهم الجميع أخطار الذكاء الاصطناعي والطرق المثلى لتخفيف حدتها. وينبغي أن يعقب ذلك تطوير توجيهات أخلاقية على المنظمة اتباعها.
- تبني مقاربة أولوية البشر في الذكاء الاصطناعي: ويقصد بذلك تخفيف/السيطرة على الانحياز. فمن الضروري ضمان ألا تكون البيانات منحازة وشاملة. وبتبني مقاربة شاملة للتوظيف وتوسيع التنوع في فرق العمل التي تعمل على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يمكن للمنظمات ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي الناتج انعكاسا للعالم الذي أنتج لأجله.
- أولوية الأمن والشفافية في حالات الاستخدام: عندما ينخرط الذكاء الاصطناعي في تخزين وجمع البيانات، من الضروري تعليم المستهلكين والمستخدمين بخصوص التخزين والاستخدام ومنافع المستمدة من مشاركة البيانات. وتلعب الشفافية دورا هاما في بناء الثقة والالتزام بإطار ذكاء اصطناعي أخلاقي.