وسط مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية تتطلع الشركات في جميع أنحاء العالم، وخاصةً الشركات ذات التوجه التكنولوجي، إلى إجراء تغييرات في سياساتها، إذ تستثمر العديد من الشركات في سياساتٍ تسهم في تقدم الخصوصية وتساعد على تعزيز النمو. ونظرًا لأن زيادة مخاوف الخصوصية أدت إلى قيام المزيد من الشركات ببناء سياسات أمان للخصوصية، فإن الشركات الكبيرة ذات التوجه التكنولوجي هي أيضًا جزء من هذه العملية. تتجه العديد من الشركات التي أخفت سابقًا ممارسات استخدام البيانات الخاصة بها نحو مشاركة مخاوف الخصوصية والرسائل ذات الصلة.
تصدرت بعض أكبر الشركات في العالم، مثل شركة Apple، عناوين الأخبار أيضًا من خلال تغييرات سياسة الخصوصية لمستخدمي متجر التطبيقات App Store. ومع ذلك، فإن الشاغل الرئيسي حول الشركات التي تستثمر في خصوصية البيانات هو ما إذا كانت ستؤدي إلى زيادة المبيعات أم لا. إنه مصدر قلق كبير شد انتباه الشركات في جميع أنحاء العالم. يحاول المستهلكون بلهفةٍ حل مشكلات إدارة الخصوصية، وهذا هو ما تستفيد منه الشركات الجديدة الموجهة نحو الخصوصية.
يترك استخدام الشركات للبيانات وقضايا إدارة خصوصية بيانات المستهلكين فجوة كبيرة، وتلك الشركات التي تستفيد من هذه الفجوة ستشهد دون شك أكبر نمو ملموس في لوائح الامتثال والتغييرات القادمة. ستناقش هذه الورقة كيف يكون ذلك ممكنًا!
ما هي خصوصية البيانات؟
قبل بضع سنوات، إذا كان مدير فريق المبيعات سيقدم “الخصوصية” كاستراتيجية جديدة لزيادة المبيعات، فسيؤدي ذلك إلى العديد من الوجوه المرتبكة والكثير من الأسئلة، أما اليوم فقد أصبحت مخاوف الخصوصية متفشية أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن بعض المختصين لا يدركون ما تشير إليه “خصوصية البيانات” في الواقع. تشير خصوصية البيانات، المعروفة أيضًا باسم خصوصية المعلومات، إلى حقوق المستهلكين والشركات، وهي مفهومٌ يسلط الضوء على الطرق التي يمكن لشركةٍ ما من خلالها استخدام معلومات العملاء لتحديد نمو الأعمال وتوجيه المبيعات. تُظهِّر خصوصية البيانات أيضًا كيف يمكن للمؤسسة استخدام بيانات المستهلك ومشاركتها مع جهات خارجية دون التذرع بحقوق خصوصية المستهلكين.
من ناحية حقوق الإنسان، يجب أن تُقدِّر الشركات خصوصية المستهلك في جميع الأوقات، سواء كان الأمر يتعلق بملفات تعريف الارتباط البسيطة لمواقع الوِب أو سجل شراء المستهلك، كما يحق للفرد التحكم في جمع واستخدام ونشر البيانات من قِبل المؤسسات.
كيف تختلف خصوصية البيانات عن حماية البيانات؟
لا تزال بعض المؤسسات تخلط بين خصوصية البيانات وحماية البيانات. فعلى الرغم من حقيقة أن المصطلحين يستخدمان بشكلٍ متبادل دون حدود واضحة في بعض الأحيان، إلا أنهما مفهومان مختلفان تمامًا؛ فبينما يتعامل أحد المفهومين مع الجانب التقني، يتعامل المفهوم الآخر مع جانب التحكم. تعني خصوصية البيانات التحكم في بيانات المستهلك وكيفية جمعها واستخدامها ونشرها، أما حماية البيانات أو أمن البيانات فتتعلق بضمان التحكم الفني الآمن.
تتعلق حماية البيانات بالحفاظ على بيانات المستهلك آمنة من المخترقين ومن التهديدات الإلكترونية الأخرى في جميع الأوقات. كما يشير إلى السرية والتوافر والنزاهة. والغرض الرئيسي من حماية البيانات أو أمن البيانات هو الحفاظ على بيانات المستهلك آمنة من الهجمات الإلكترونية الضارة، وهي كذلك التزامٌ قانوني يتوجب على جميع الأنشطة التجارية المشاركة في جمع البيانات وتخزينها اتباعه.
صعود الشركات التقنية الناشئة التي تركز على الخصوصية
ما السبب الرئيسي وراء شعبية الشركات التقنية الناشئة التي تركز على الخصوصية حول العالم؟ هناك مجموعة من الأسباب التي تزيد من قيمة الشركات التقنية الناشئة الموجهة نحو الخصوصية وتحسِّن من تصور المستهلك لها في جميع أنحاء العالم، فقد أظهر استطلاع عام 2020 أن ما يقرب من 90٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع كانوا على استعداد للتبديل إلى الشركات والعلامات التجارية التي تركز على الخصوصية. ولذلك تتوسع الشركات التقنية الناشئة التي تركز على الخصوصية بشكل سريع في جميع أنحاء العالم. فيما يلي بعض العوامل الإضافية وراء صعود سوق هذه الشركات.
خصوصية البيانات مهمة لعلامتك التجارية
نظرًا لأن غالبية الشركات مرتبطة ببعضها البعض بطريقة أو بأخرى، فإن البيئة شديدة الترابط. هناك أمثلة مختلفة للشركات المترابطة، فعلى سبيل المثال، قد تستخدم الشركة مزود خدمة تسويق بريد إلكتروني منفصل، ومتجر ويب مستضافًا مختلفًا، وقد يكون لديها أيضًا عملية استضافة موقع ويب منفصلة تمامًا. وبالتالي، تستخدم الشركات بيانات المستهلكين لأداء مجموعة من العمليات المختلفة. لكن الأهم من ذلك، أن هذه البيانات تساعد الشركات على تعلم كيفية إجراء العمليات.
في الأعمال التجارية بين الشركات، مثل شركاء الأعمال الذين يتعاملون مع التسويق التابع والشركات المرتبطة به، يتم نقل المعلومات باستمرار بين الكيانات. ومع ذلك، سيكون لدى جميع الكيانات نهج مختلف في جمع البيانات وتخزينها ومعالجتها والتعامل معها، وهذا هو الحال مع الإحالات، حيث تنتقل المعلومات حول العملاء والمستخدمين المحتملين دائمًا من كيان إلى آخر.
لهذه الأسباب بالتحديد، تُعد خصوصية البيانات أكثر من مجرد بعص الفقرات المضمنة في اتفاقيات الشروط والأحكام الشاملة؛ بل تمثل مجموعة من القواعد والمعايير التي يمكن أن تؤثر على العلامة التجارية بشكل كبير. كما يمكنها أن تعطل تجربة العميل وتلحق السمعة السيئة بالعلامات التجارية.
وفقًا لدراسة حديثة، فقد رفض ما يقرب من 72٪ من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم مشاركة المعلومات مع الشركات بسبب “مخاوف تتعلق بالخصوصية“. تعد خصوصية البيانات ميزة تنافسية تساعد العملاء على الوثوق في شركة ما أكثر من الشركات الأخرى في نفس الصناعة لتلقي المنتجات أو الخدمات.
خصوصية البيانات أساسية لنمو الأعمال
باختصار، تعد خصوصية البيانات فرصةً استراتيجيةً للشركات للتوقف عن التفكير فيها كإجراء وقائي، بل باعتبارها نهجًا موجهًا نحو النمو. كما أنها مفيدة بنفس القدر أيضًا للشركات الناشئة ورواد الأعمال والشركات الكبيرة. ونظرًا لأن الكثير من مزودي خدمة الإنترنت يجمعون بالفعل معلومات العملاء ويبيعونها إلى مؤسسات مختلفة من أجل الربح؛ فإن المستهلكين يتصرفون بشكل استباقي. يرغب المستهلكون اليوم في اتخاذ تدابير حماية أفضل لحماية حقوق خصوصية البيانات الخاصة بهم والحفاظ على المعلومات الحساسة التي يمكن أن تجعلهم أهدافًا سهلة للشركات.
من الصحيح القول إن الكثير من مخاوف الخصوصية تأتي من التكنولوجيا المترابطة مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار والأجهزة المنزلية الأخرى، إذ يثير الترابط بين الأجهزة المختلفة المزيد من المخاوف الأمنية للعملاء في جميع أنحاء العالم. وبهذا، سيحصل سوق الخصوصية المزدهر فعليًا على دفعة كبيرة، منتجًا المزيد من فرص السوق.
في حين أن الشركات البليونية السابقة –تلك التي بلغت قيمتها عدة مليارات من الدولارات– وشركات المستخدمين السابقة مثل Google كانت مبنيةً على جمع بيانات العملاء؛ فإن الشركات البليونية المستقبلية وشركات المستخدمين المستقبلية ستبنى على حماية بيانات المستخدم. سوف يؤدي ظهور الشركات التي تركز على الخصوصية والشركات التقنية الناشئة إلى إيجاد فرص جديدة لبناء أعمال تجارية جديدة.
يهتم العملاء بخصوصية البيانات ويقدرونها
ثمة سببٌ آخر وراء ظهور الشركات التكنولوجية الناشئة التي تركز على الخصوصية، وهو أن العملاء يقدرون خصوصية البيانات أكثر من أي وقت مضى. لم يعد المستخدمون في حيرة من أمرهم، بعد أن باتوا يتعرفون على بعض الشركات السيئة حول العالم التي كانت تستغل بيانات العملاء لتحقيق أقصى قدر من الأرباح. يعرف المستهلكون الآن حقوق خصوصية البيانات الخاصة بهم وكيف يشاركون المعلومات عبر الإنترنت دومًا. ونظرًا لأن المستخدمين يمكنهم الوصول إلى مجموعة واسعة من التقنيات المترابطة، فإنهم يدركون أنه من المهم حماية معلوماتهم الآن أكثر من أي وقت مضى.
يستخدم أكثر من 4 مليار شخص حول العالم وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بانتظام، ويتواصلون مع منصات مختلفة في وقت واحد ويشاركون أكبر قدر ممكن من المعلومات. يبحث مستخدمو الإنترنت والوسائط الاجتماعية عن المنتجات والخدمات قبل الشراء، حتى أن بعض المستهلكين على استعداد لمشاركة تفضيلاتهم وتقديم المزيد من المعلومات أثناء تفاعلاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. تذهب كل هذه المعلومات إلى الشركات الكبرى مثل الشركات المصنعة للأجهزة وتطبيقات سطح المكتب وتطبيقات الهاتف المحمول وموفري خدمات الإنترنت، الذين يمكنهم بعد ذلك بيع البيانات إلى شركات أخرى أو استخدامها لأغراضهم الخاصة.
في كثير من الحالات؛ يكون المستهلكون على استعداد لمشاركة بياناتٍ مثل الآراء والأماكن والصور ومقاطع الفيديو. ومع ذلك، فالعملاء مهتمون بقدرٍ أكبر من الحماية فيما يتعلق بمعلوماتهم، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأمورهم المالية أو صحتهم أو أسرهم. تشعر نسبة كبيرة من المستخدمين بالقلق بشأن استخدام مزودي الخدمة لبياناتهم وبيعها لشركات أخرى لتحقيق مكاسب مالية. ولذلك؛ فمن الصحيح أنه عندما يزور أحد العملاء موقعًا إلكترونيًا، سواء كان موقعًا لوسائل التواصل الاجتماعي أو موقعًا تجاريًا، فإنهم يفكرون في الخصوصية وفي نوعية المعلومات التي سيتم استخراجها منهم أثناء تصفحهم لموقع الوِب.
هل يمكن للشركات زيادة المبيعات والأرباح من خلال الخصوصية؟
من المثير للإعجاب مراقبة ثوران سوق الشركات الجديدة في مجال التكنولوجيا الذي يركز على الخصوصية في جميع أنحاء العالم. فبينما يتعرف العملاء على حقوق الخصوصية الخاصة بهم ويزداد وعيهم باستغلال البيانات، يعتقد رواد الأعمال أنها فرصة رائعة لبيع سياسات الخصوصية والخدمات المرتبطة بها. وحتى مع ظهور المزيد من الشركات، فإن الحفاظ على نمو الصناعة التي تركز على الخصوصية سيتطلب التغلب على العديد من المشكلات الرئيسية. تشمل المشكلات الرئيسية عمليات خصوصية البيانات، واللوائح المتغيرة، وقوانين الخصوصية التي يتم تحديثها بشكل متكرر.
وعلى الرغم من ذلك، تفشل العديد من الشركات والفرق في التعامل مع الخصوصية باعتبارها استراتيجية مبيعات رائعة. ورغم أن معظمهم يخافون من زيادة قوانين الخصوصية وتغيير اللوائح، إلا أنهم يجب أن يدركوا كيف يمكن للخصوصية أن تؤثر على إيراداتهم ونمو مبيعاتهم. ونظرًا لأن الخصوصية تدور حول حماية بيانات العملاء واستخدامها بشكل مناسب، فقد يؤدي إدراك الشركات لذلك والتعامل معه إلى زيادة ثقة العملاء. بالإضافة إلى ذلك، فعندما يثق العملاء في نشاط تجاري، فمن المرجح أن يشتروا المنتجات والخدمات منه، واثقين أن الشركة لن تستغل معلوماتهم مثل الشركات الأخرى.
حين يتعلق الأمر بظهور الشركات التقنية الناشئة التي تركز على الخصوصية، فالعدد سيستمر في الزيادة؛ وذلك لأنه من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على جهود الخصوصية إلى 8 مليارات دولار بحلول عام 2022. وهذا يوضح كيف أن الشركات أكثر استعدادًا للاستثمار في الخصوصية وكسب ثقة عملائها، وستكتسب العلامات التجارية أيضًا قيمة وخبرة أكبر في مجال الخصوصية، كما يمكنهم كذلك استخدام الخصوصية كاستراتيجية مبيعات لأنها ستتضمن استخدام المعلومات الهامة والمفيدة فقط للتعرف على العملاء دون استغلال ثقتهم أو كسرها من خلال استغلال كمياتٍ وفيرة من البيانات.
ما نوع القيمة التي توفرها حماية خصوصية البيانات؟
تضيف خصوصية البيانات وحمايتها قيمةً إلى الشركة بطرق مختلفة. فعندما تركز الشركة على بناء سياسات وتدابير أفضل لخصوصية البيانات، فإنها تعمل على تحسين ثقة المستثمرين والعملاء، وعندما يزيد العملاء من ثقتهم في العلامة التجارية، يصبحون أيضًا أكثر اعتمادًا عليها، الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة عائدات المبيعات وفرص نمو أفضل. فيما يلي نظرة مفصلة على كيفية استفادة الشركات من حماية خصوصية البيانات:
تحسين قيمة العلامة التجارية
ليس سرًا أنه بمجرد استجابة الشركة للمخاوف والقضايا الضرورية المتعلقة بخصوصية البيانات، سيعتبرها العملاء شركة حسنة السمعة. وحين يرى العملاء أن الشركة توفر خصوصية البيانات وحمايتها؛ فسوف يضعونها في الحسبان بشكلٍ أكبر لتلبية متطلبات منتجاتهم وخدماتهم. وبالتالي، عندما يشعر العملاء أنهم يتحكمون في نوع البيانات التي يقدمونها وكيف تستخدمها الشركة، فإنهم سيبنون بلا شك جسرًا من الثقة مع تلك الشركة، ما يمكن أن يؤدي إلى علاقة طويلة الأمد وتحسين قيمة العلامة التجارية.
يمكن أن تزيد قيمة العلامة التجارية بشكل هائل عندما توفر بيئة أمان موثوقة بمساعدة برنامج خصوصية البيانات. يشير برنامج الخصوصية عمومًا إلى مجموعة من حقوق خصوصية العملاء المختلفة وسياسات خصوصية الشركة والامتثال والاستجابة وجميع اللوائح الضرورية الأخرى التي تساعد الشركة على نقل منظورها العام للخصوصية في العمليات. هو برنامج يختلف عمومًا بين كل علامة تجارية أو شركة أخرى ولكنه يقدم نفس أنواع المزايا والجوانب التنافسية، ويمكن له أن يرفع قيمة مؤسسةٍ ما بشكلٍ أكبر في السوق ويسهل على العملاء اختيارها كمزود خدماتهم.
الدعم الأخلاقي وتعزيز الروح المعنوية
سيؤدي اتباع أحدث إرشادات وتشريعات الخصوصية إلى الحفاظ على الشركة في مأمن من أي عقوبات قانونية أو سوء فهم أو تصورات خاطئة من جانب المستهلكين. ففي نهاية المطاف، مع زيادة ثقة العملاء وجمع البيانات وتخزينها ومعالجتها بشكل آمن، سيشعر خبراء الشركات بالحافز ليكونوا أخلاقيين ومسؤولين. يمكن أن يؤدي تضمين برامج الخصوصية الحديثة والتركيز فقط على البيانات التي تحتاجها الشركة للعمل والتحسن إلى زيادة الإنتاجية، مما يعزز الروح المعنوية أيضًا.
ثقة وولاء المستثمر
سيشعر المستثمرون براحة أكبر في وجود مصلحة راسخة في الشركة. فعندما يثق العملاء في الشركة وتستمر المبيعات في الزيادة كجزء من استراتيجية المبيعات المرتبطة ببرنامج الخصوصية، فسيؤدي ذلك إلى تحسين قيمة العلامة التجارية في السوق. وعندما تصبح العلامة التجارية منتشرة ويسهل على العملاء الوثوق بها، سينظر المستثمرون تلقائيًا إلى الشركة على أنها استثمار عملي ومجدِ.
منع خرق بيانات الشركة
مع برامج خصوصية البيانات المناسبة، سيتعين على الشركة تثبيت أحدث إجراءات الأمان والمعالجة. سيؤدي هذا تلقائيًا إلى تقليل فرص اختراق البيانات. كما ذكرنا سابقًا، تعد خصوصية البيانات جانبًا تقنيًا لمفهوم حماية البيانات.
خصوصية البيانات باعتبارها ميزة تنافسية
لا يمكنك التوجه إلى رؤسائك والمطالبة بأن تقدم مؤسستك سياسة خصوصية عندما لا تكون على دراية كاملة بالطريقة التي تمنحك بها هذه السياسة ميزة تنافسية على الشركات الأخرى. ولتقديم بيان مقنع ومساعدة مجلس إدارتك على إدراك مدى أهمية الخصوصية؛ تعرف على الطرق التي تمنح بها خصوصية البيانات المؤسسة ميزة تنافسية.
في بعض الأحيان، لا تدرك مجالس إدارة الشركة بشكلٍ كامل كيف يمكن أن تؤدي الخصوصية إلى نمو قوي في المبيعات أو كيف تؤدي إجراءات سياسة الخصوصية غير الملائمة إلى خسارة المبيعات والعملاء المحتملين. للتأكد من أن مجلس إدارتك يأخذ دوافع الخصوصية على محمل الجد أثناء الاجتماع، قم بتضمين هذه العوامل لتعريفهم على المزايا التي تفتقدها المؤسسة.
خصوصية البيانات باعتبارها استراتيجية مبيعات
لا يزال هذا المفهوم جديدًا إلى حدٍ ما، ولا يزال يكتسب زخمًا عبر مختلف الأسواق والصناعات حول العالم. ومع ذلك، فقد نظر المحللون الخبراء والباحثون المحترفون في إمكانية تطبيق خصوصية البيانات كاستراتيجية مبيعات. ليس من المستغرب أن يؤدي كسب ثقة العملاء وولائهم إلى زيادة عائدات المبيعات، غير أن خصوصية البيانات يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تحاول بها كسب ثقتهم وولائهم.
يمكن القول ببساطة أنك إذا كنت تخطط لبرنامج قوي لحماية البيانات والخصوصية، فقد تشهد زيادة في المبيعات. لماذا هذا؟ أولاً: لأن المستهلكين يثقون في العلامات التجارية والشركات التي تحمي بيانات العملاء وتخزنها بشكل مناسب. ثانيًا: لأن تطبيق أحدث إجراءات الأمان والخصوصية سيؤدي إلى منح عملياتك مظهرًا جديدًا وإلى زيادة الكفاءة. ثالثًا: لأن استخدام برامج الخصوصية يمكن أن يؤثر على كيفية تنظيم وتحسين البيانات التي بحوزتك. وبالتالي، قد يكون من المهم استخدام برامج خصوصية البيانات في مؤسستك باعتبارها استراتيجية مبيعات.
تحسين ثقة العملاء
كما تم التطرق إليه سابقًا، يعرف العملاء كيف تستمر بعض الشركات في مختلف الصناعات في استخدام بيانات المستهلك واستغلالها لمصالحهم الخاصة. مع زيادة الوعي، يحاول العملاء العثور على الشركات التي تقدم ضمانًا وتنظيمًا لخصوصية البيانات. يطرح العملاء بعض الأسئلة المهمة قبل شراء المنتجات أو الخدمات من شركة ما أو علامة تجارية:
-
هل يمكنني الوثوق بهذه العلامة التجارية أو الشركة فيما يتعلق بمعلوماتي (بياناتي)؟
-
هل ستستخدم هذه الشركة بياناتي بشكل مناسب أم ستستغلها لتحقيق مكاسب خاصة بها؟
-
هل تواجه هذه العلامة التجارية أي مشكلات سابقة متعلقة بالخصوصية، وهل تركز حاليًا على أحدث مخاوف أو لوائح خصوصية البيانات؟
إذا لم يشعر المستهلكون بالثقة في مشاركة بياناتهم معك، فقد يفكرون في خيار آخر. قد يكون هذا ضارًا وقد يعني ضربة قاتلة لقاعدة عملائك. ومن ناحية أخرى، إذا أجبت على أسئلة المستهلكين حول الخصوصية بإجابات مرضية، فسيقومون بعمليات الشراء ويضعونك في الحسبان لعمليات الشراء المستقبلية، ما يعني تقوية قاعدة العملاء وتحسين المبيعات.
زيادة الكفاءة التشغيلية
هل أصبحت شركتك معرضة للوائح خصوصية البيانات أو للتغييرات مؤخرًا؟ حسنًا، ستخضع لقواعد الخصوصية عاجلاً وليس آجلاً؛ وذلك لأن أفضل ممارسات حماية البيانات وخصوصيتها تتطور باستمرار حول العالم، مما يؤدي إلى زيادة توقعات العملاء. إذا كانت شركتك لا تلتزم بأحدث لوائح الخصوصية، فأنت بذلك تسمح لمنافسيك بأخذ زمام المبادرة.
ومع كل مخاوف الخصوصية في مجتمع الأعمال الحديث، فإن السؤال يتعلق بما إذا كنت ستقبل أو ترفض أحدث برامج الخصوصية. يجب على كل شركة إنشاء برنامج خصوصية وامتلاكه. حتى إذا لم تكن لديك الموهبة أو الخبرة اللازمة لإنشاء برنامج خصوصية لمؤسستك، يمكنك الوثوق بشخص ما خارج مؤسستك أيضًا. سيساعد ذلك في جعل العمليات فعالة بالإضافة إلى إخلاء مساحة في شركتك.
تحسين البيانات على نطاق واسع
تفترض بعض الشركات أن خصوصية البيانات ستحد من قدرتها على إنتاج ملفات تعريف دقيقة للعملاء وإيجاد مجموعات العملاء. قد يخطؤون التفكير بهذا الشكل، غير أن معظم تشريعات الخصوصية مخططة بشكل جيد؛ فهي لا تفرض قيودًا كثيرة على كيفية إنشاء ملفات تعريف العملاء. ولكن بمساعدة برنامج الخصوصية، سيكون العملاء في أمان، ولن تتمكن الشركات من جمع كميات كبيرة من بياناتهم التي لا يحتاجونها.
لكنهم يفقدون عاملًا مهمًا، وهو أن الشركة عندما لا تجمع كميات كبيرة من المعلومات وتقضي آلاف الساعات في تنظيمها دون جدوى، فهم سيوفرون لاحقًا مساحة في الشركة. وفي ذات الوقت الذي يوفرون فيه هذه المساحة الكبيرة، فهم كذلك يحددون نوع البيانات التي يحتاجها النشاط التجاري فعليًا.
وببساطة، نظرًا لتلاشي الحاجة إلى بيانات العملاء غير الضرورية، فإنك تركز على نوع البيانات التي يمكن أن تساعد عملك بالفعل على تحقيق النمو. عندما لا يكون هناك العديد من مصادر البيانات أو الكميات الكبيرة من البيانات، يمكن لفريق البيانات الخاص بك اكتشاف المعلومات الهامة التي تحتاجها مؤسستك لإكمال العمليات التجارية؛ ما سيؤدي في النهاية إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية.
عندما يتعرف العملاء على علامة تجارية أو شركة باعتبارها موثوقة من حيث خصوصية البيانات، فإنهم يقومون بالدور المنوط بهم من خلال تقديم بيانات عالية الجودة يمكن أن تؤدي في الواقع إلى تجربة أفضل للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، عندما يعلم العملاء أن الشركة لا تستغل البيانات وتمتنع عن استهداف العملاء بحملاتها التسويقية بطريقة غير أخلاقية، فمن المرجح أن تحصل على أعياد ميلاد وعناوين بريد إلكتروني وأرقام هواتف دقيقة وحقيقية.
تحسين الاحتفاظ بالعملاء وولائهم
توقف أكثر من 30 في المائة من العملاء عن التسوق والشراء مع الشركات التي يعتبرونها مستغلة للبيانات. بدأ بعض “حقوقيو الخصوصية” أو، كما يحب الناس تسميتهم: “الأشخاص المعنيون بخصوصية بياناتهم“، في طرح أسئلة جادة. وعلاوة على ذلك، أصبح العديد من العملاء الآن يعرفون كيفية التحقق مما إذا كانت الشركة التي تبيع المنتجات أو الخدمات تتوافق مع أحدث برامج الخصوصية واللوائح والتشريعات. وباختصار، فالعملاء باتوا يتخلون عن العلامات التجارية التي لا تمتثل لخصوصية البيانات. بل إن بعض المختصين يعتقدون أن نسبة كبيرة من العملاء قد تكون على استعداد لدفع المزيد مقابل نفس الخدمات أو المنتجات لشركة تلتزم بمخاوف خصوصية البيانات الضرورية أكثر من شركة لا تفعل ذلك.