أهمية حظر الأسلحة المستقلة القاتلة
نظم الأسلحة التي تختار وتشتبك مع أهدافها دون سيطرة أو إشراف ذو بال من البشر غير مقبولة وينبغي منعها. لا ينبغي تطوير أو استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير نظم الأسلحة المستقلة القاتلة، وهي الأسلحة التي يمكنها اختيار أهدافها والاشتباك معها دون تدخل بشري.
على جميع الدول مسؤولية حماية الإنسانية من مخاطر الأسلحة المستقلة القاتلة من خلال حظرها تماما. ومن المهم الحفاظ على سيطرة بشرية ذات معنى على نشر الأسلحة، وهي ضرورة قانونية، والتزام أخلاقي.
تثير الأسلحة المستقلة القاتلة، وهي التي تعمل دون تدخل بشري، مخاوف أخلاقية بالغة الخطورة وتمثل تهديدا لحياة البشر. ويعتقد الخبراء أن نظم الأسلحة المستقلة القاتلة تستدعي مخاوف حول الموثوقية والقابلية للتنبؤ.
على سبيل المثال تتشكك هيومان رايتس ووتش فيما إذا أمكن للأسلحة المستقلة بشكل كامل أن تفي بمعايير القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبدأي التناسبية والتمييز. وهذا قائم جزئيا على القانون الدولي الذي يحظر نظام أسلحة مستقل إذا ما تصرف بشكل لا يمكن التنبؤ به أو إذا ما كان أداءه المقصود غير موثوق. تمنع القوانين الحالية بالفعل استخدام نظم الأسلحة المستقلة المصممة لتصفية مجموعة من الأفراد بناء على عرقهم، أو جنسيتهم، أو أي أساس آخر.
وثمة جهود مستمرة لحظر تطوير واستخدام مثل هذه الأسلحة. وقد دعم كثير من الشركات الخاصة والمواطنون العاديون، والمشرعون، وصانعو السياسات، والمنظمات المحلية والدولية الدعوة إلى حظر الأسلحة المستقلة بشكل كامل.
أكثر من ذلك، حث السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس منذ عام 2018 الدول على حظر نظم الأسلحة التي يمكن أن تستهدف وتهاجم الناس دون إشراف بشري، وأشار إليها على أنها “منفرة أخلاقيا، وغير مقبولة سياسيا.”
ويعترف كثير من الدول، بما في ذلك تلك المتورطة في هذه التطويرات العسكرية والتكنولوجية بأن تنظيم نظم الأسلحة المستقلة ينبغي أن يؤسس على مقاربة ذات فرعين: حظر النظم التي لا تسمح بسيطرة بشرية كافية مع الإلزام بسيطرة بشرية على النظم غير المحظورة.
أمثلة على النتائج الضارة للأسلحة المستقلة القاتلة
لافاندر: هو نظام ذكاء اصطناعي للاستهداف يستخدمه الجيش الإسرائيلي. يعطي هذا النظام تقديرات لسكان غزة حسب مدى الشك في ضلتهم بالجماعات الفلسطينية المسلحة لتأشيرهم كأهداف عسكرية. يضع النظام بعد ذلك أصحاب التقديرات المرتفعة على قائمة للقتل. وحسب +972 Magazine، أثناء الأسابيع الأولى من الحرب في غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023، وضع نظام لافاندر إشارات لحوالي 37 ألف فلسطيني كمقاتلين محتملين وأهداف للضربات الجوية. وبرغم أن النظام له هامش خطأ قدره 10%، فالجيش يأخذ حوالي 20 ثانية فقط لكل هدف قبل اعتماد قصفه. ويعتمد الجيش الإسرائيلي كذلك على نظامي ذكاء اصطناعي آخرين لتعقب الأهداف، وهما “أين بابا؟” و”الإنجيل.”
يتعقب “أين بابا؟” الأفراد المستهدفين وينفذ القصف عندما دخولهم إلى إلى منازل عائلاتهم. بينما ينشئ “الإنجيل” قوائم بالمباني أو الأهداف الإنشائية الأخرى لمهاجمتها.
توصيات لحظر الأسلحة المستقلة القاتلة
تضمين السيطرة البشرية في الأسلحة المستقلة: ينبغي أن تكون السيطرة البشرية الفعالة ضرورية لهذه الأسلحة. ويتكون هذا من دور للمشغل البشري لضمان التزام مستمر وحكم ذاتي بشري أخلاقي.
دور الدول: ينبغي أن تتبنى الدول قواعد قانونية ملزمة جديدة لتنظيم نظم الأسلحة المستقلة لضمان أن ثمة سيطرة وحكم بشريين كافيين في نشر الأسلحة. وسيجعل هذا من الضروري حظر بعض من نظم الأسلحة المستقلة وتنظيم صارم للبعض الآخر. من الضروري أن تكون هناك استجابة دولية عاجلة للتعامل مع المخاطر الكبيرة التي تمثلها نظم الأسلحة المستقلة، كما أثبت ذلك العديد من منظمات المجتمع المدني والدول خلال العقد الماضي.
التصميم والاستخدام: ينبغي أن يتم تنظيم تصميم واستخدام نظم الأسلحة المستقلة غير المحظورة بما في ذلك تضمين حدود لأنواع الأهداف.
القانون الدولي: يحتاج القانون الدولي إلى الاستمرار في التطور للحفاظ على سبل الحماية وتقويتها، في خضم تطور الممارسة والتكنولوجيا العسكريين. وينبغي أن تتخذ الدول ذات الالتزامات الدولية إجراءات فورية لتبني قواعد جديدة.