أهمية بناء القدرات في تطوير واستخدام نظم الذكاء الاصطناعي
ينبغي وضع برامج لبناء القدرات لضمان أن أصحاب المصلحة، وبصفة خاصة من الدول النامية، لديهم المعرفة والمهارات الضرورية للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي وفهم آثاره المحتملة.
وبصفة عامة، ثمة توافق على أن نشر الذكاء الاصطناعي في الدول النامية سوف يخلق فرص توظيف جديدة، ويعجل من الكفاءة المؤسسية، وبحسن من توصيل الخدمات العامة. مع ذلك، تعيق فجوات المهارات والبنية التحتية مقدرة الدول النامية على تحقيق الإمكانيات الكامنة للذكاء الاصطناعي.
في مجتمع غير متساو بالفعل، وحيث إمكانية الوصول إلى فرص العمل هي غالبا أقل بالنسبة للناس في السياقات محدودة الموارد، ستتجاهل المميزات المتعلقة بالكفاءة العائدة على تضمين الذكاء الاصطناعي في النظم القائمة هذه الفئات أيضا. إضافة إلى ذلك، يحدث ذلك في أجزاء أخرى من العالم، فمن المرجح أن يؤدي تقديم الذكاء الاصطناعي إلى تحديات كبيرة، بما في ذلك إساءة الاستخدام أو القبول غير النقدي لعمليات اتخاذ قرار مؤتمتة منحازة.
سوف تتأثر القدرة على مواجهة هذه التحديات بالمستوى التي نمّت به هذه الدول قوة عمل ماهرة تمتلك مهارات فنية، وتدريب ومعرفة بالتحكم في نشر الذكاء الاصطناعي. ومن ثم ينبغي بذل الجهود لبناء القدرات للأفراد والمنظمات العاملة تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي. وقد يتضمن ذلك تقديم الموارد والتدريب لمساعدة هذه الدول في بناء قدراتها ومعرفتها بالذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال، ينبغي تدريب علماء المعرفة لتحسين القرارات المدعومة بنظم الذكاء الاصطناعي. إضافة إلى ذلك، مع أتمتة الذكاء الاصطناعي للمهام الاعتيادية والمكررة التي يؤديها البشر، من الضروري تدريب الأفراد على كيفية التفاعل مع هذه النظم الذكية.
المعرفة الأولية بالذكاء الاصطناعي هي عنصر رئيسي ضروري لرفع مهارة العمال والمدراء الذين يتفاعلون مع نظم الذكاء الاصطناعي. وهي تتطلب من العاملين بالمعرفة أن يكون لديهم تقدير أفضل لنظرائهم الاصطناعيين، والقدرات الخوارزمية، وكذلك أن يكون لديهم مهارات تحليلية جديدة ومتمركزة حول البيانات تمكنهم من تفسير القرارات المبنية على الذكاء الاصطناعي.
ومن ثم، ينبغي أن يكون لأصحاب المصلحة بنية عقلية فضولية لطرح الأسئلة، وللتفاعل النقدي والنشط مع النتائج الخوارزمية، ولتقديم تعقيبات يمكن تضمينها بنظام الذكاء الاصطناعي. ويمكن تحقيق ذلك من حلال بناء قدرات الأفراد والمنظمات العاملون في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.
توصيات لضمان بناء القدرات في تطوير واستخدام نظم الذكاء الاصطناعي
تحسين إتاحة البيانات: ينبغي إجراء تدريب على أهمية البيانات المفتوحة، خاصة لموظفي القطاع العام. وبشكل ملازم لذلك، من الضروري التدريب على أهمية الشفافية، لغرس المعرفة بكيفية نشر الذكاء الاصطناعي، وإجراءات تخفيف آثار أضراره ومخاطره.
تقييمات المخاطر الاجتماعية الاقتصادية: ينبغي إجراؤها قبل تطوير الذكاء الاصطناعي. في المواقف التي اتخذت فيها قرارات بالفعل للتعجيل باستخدام الذكاء الاصطناعي، ينبغي أن يسبقها تقييمات للمخاطر الاجتماعية الاقتصادية لتحسين الوعي بالتداعيات. في المواقف التي التي اتخذت فيها بالفعل قرارات لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي، ينبغي إجراء تقييمات المخاطر الاجتماعية والاقتصادية أولا لرفع الوعي بالعواقب المحتملة.
مهارات حوكمة الذكاء الاصطناعي: تركز برامج بناء القدرات للذكاء الاصطناعي على المهارات الفنية مع قليل من الاهتمام بمشاكل الحوكمة. ومع ذلك، لضمان تطوير وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بالاعتبارات المطلوبة للأضرار والمخاطر التي يمثلها، من المهم أن تُضمن منظمات بناء القدرات كل من تدريب الأمن السيبراني للذكاء الاصطناعي والأخلاقيات والحوكمة كعناصر ضرورية في مناهجها.
تقليل عدم المساواة الاجتماعية الاقتصادية: ينبغي استثمار الموارد العامة لتقليل عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. علاج عدم المساواة سيلعب دورا هاما في تقليل إمكانية أن تفاقم النظم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من عدم المساواة القائمة. على سبيل المثال: ينبغي أن تستثمر الدول النامية في تحسين مستوى التعليم للجميع حتى ترسي الأساس لتضمنين الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد بشكل أكثر سلاسة. وسيكون من الضروري ضمان أن عدم التوازن الحالي في المهارات المختصة بالذكاء الاصطناعي لن يستمر كعائق يحول دون التحاق الفئات السكانية المهملة بقوة عمل الذكاء الاصطناعي.